فاز الرئيس التركي الطيب اردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، برزت النتائج التي تدل على تحقيق أردوغان للفوز على منافسه زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.
فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفترة رئاسية جديدة تمتد لمدة 5 سنوات بعد حصوله على 52.87% من أصوات الناخبين في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، في حين حصل منافسه كمال كليجدار أوغلو على نسبة 47.13%، بعد طرح نسبة 99% من الأصوات، وفقًا للنتائج الأولية.
أعلنت لجنة الانتخابات التركية مساء الأحد أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بلغت 83.99%.
This is Erdogan’s third term as president of Turkey. يعد هذا هو الفترة الثالثة لأردوغان كرئيس لتركيا.
رجب طيب أردوغان
ولد أردوغان في يوم 26 فبراير 1954 في مدينة إسطنبول، ونسبته تعود إلى مدينة طرابزون شمال تركيا، ترعرع أردوغان في عائلة محتاجة، فشرح في حديث تلفزيوني مع رئيس الحزب الجمهوري دنيز بايكال: “في مرحلتي الابتدائية والإعدادية، لم يتبقََّ أمامي سوى بيع البطيخ والليمون والسميط، أملاً في تقديم المساعدة وتأمين جزء من مصروفات تعليمي، فوالدي كان فقيرًا”.
تم دراسة “أردوغان” في المدارس الدينية لـ “إمام خطيب” مع الدراسة في كلية الاقتصاد والأعمال بجامعة مرمرة.
خلال دراسته الجامعية، تعرف على نجم الدين أربكان، أول رئيس وزراء إسلامي في تاريخ تركيا.
لم يحول العمل أو الدراسة دون ممارسته كرة القدم في نادٍ من أندية الدوري التركي.
تلاحظ الباحثة في السياسة حالياً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتمتع بحياة سياسية مليئة بالأحداث والتحولات، حيث يتميز بسيادته على الساحة السياسية التركية منذ فترة طويلة بداية من عمله في السياسة على المستوى المحلي حتى وصوله إلى الرئاسة. ويشار إلى أن توجهات الرئيس الأخيرة باتت تركز بشكل كبير على التحول إلى دولةٍ تضع الشريعة الإسلامية في قلب المؤسسات والانتقال إلى سياسة أكثر تحرراً وتطوراً، مما يمثل تحدياً للاحتلال التاريخي لحركة العلمانية في تركيا.
انضم رجب طيب أردوغان إلى حزب الخلاص الوطني بزعامة نجم الدين أربكان في أواخر السبعينيات، ولكن قام الانقلاب العسكري في 1980 بإلغاء جميع الأحزاب، وعادت الحياة الحزبية إلى تركيا في عام 1983، فعاد نشاط أردوغان عبر حزب الرفاه.
بحلول عام 1994، قدّم حزب الرفاه ترشيح أردوغان لمنصب رئاسة مدينة إسطنبول، وتمكن من الفوز في هذه الانتخابات بحصول الحزب على عدد مهم من المقاعد.
انجازات اردوغان
قام أردوغان بتغيير البنية التحتية في مدينة إسطنبول، وعمل على تحسينها بشكل كامل، الأمر الذي ساهم في تحويل المدينة إلى وجهة سياحية شهيرة عالمياً، وبفضل هذه الإنجازات، حظي أردوغان بشعبية واسعة في جميع أنحاء تركيا.
في عام 1998، كان أردوغان متهمًا بالتحريض على الكراهية الدينية، مما أدى إلى سجنه لمدة 4 أشهر، ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية، وحرمانه من الترشح للانتخابات العامة، بسبب نقله بعض أبيات من شعر تركي في خطابه الجماهيري، قال فيه “مساجدنا هي ثكناتنا، قبابنا هي خوذنا، مآذننا هي حرابنا، والمصلون هم جنودنا، إن هذا الجيش المقدس يحافظ على ديننا”.
ترشح حزب العدالة والتنمية لانتخابات التشريعية في عام 2002 وفاز بـ 363 مقعدًا، وبذلك حصل على أغلبية ساحقة، إلا أن أردوغان لم يستطع تولي رئاسة الحكومة بسبب سجنه، لذا تم اختيار عبد الله جول لشغل هذا المنصب. ولكن في مارس 2003، استطاع أردوغان تولي رئاسة الحكومة بعد إطاحة الحكم بسبب قضايا قانونية ضده.
رحلة وصول أردوغان إلى السلطة فى تركيا
بعدما تم تعيينه رئيس وزراء، عمل على تحقيق الاستقرار والأمان السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تركيا. وقام بالصلح مع الأرمن بعد نزاع طويل، وتمت كذلك المصالحة مع اليونان، وتم بناء جسور جديدة مع أذربيجان وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة. كما قام بإعادة تسمية المدن والقرى باسمائها الكردية الأصلية بعد أن كان ذلك ممنوعاً، وبشكل رسمي أذن بالخطابة باللغة الكردية.
تولى أردوغان منصب رئيس الوزراء لمدة 11 عاماً، ثم فاز في انتخابات الرئاسة في أغسطس 2014 ليصبح أول رئيس تركي منتخب بشكل مباشر. وعلى الرغم من أن منصب الرئيس في الدستور التركي يجب أن يكون شرفياً، فإنه أجرى بعدها عدداً من التعديلات الدستورية الجوهرية التي منحت الرئيس صلاحيات غير مسبوقة.
أثيرت شهرة أردوغان بسبب تفضيلاته للقضية الفلسطينية، ولاسيما في النقاش الذي جرى بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز خلال دورة دافوس في عام 2009.
انقلاب تركيا
تمثل السنة 2016 نقطة تحول في إدارة أردوغان، بعد الانقلاب الفاشل الذي حاولوا التنفيذ والذي زادت عقوبات الأمن وحملاتهم من انتهاكات الحقوق الإنسانية، حيث تم تسريح حوالي 150 ألف موظفًا حكوميًا، كما تم اعتقال أكثر من 50 ألف شخص، ممن يتضمنون جنودًا وصحفيين ومحامين وضباط شرطة وأكاديميين وسياسيين كرد.